DRgrtea

Medsos DRcjgrTeA

Media Sosial Duridwangurunatafkar

Alih Bahasa

English French German Spain Italian Dutch Russian Brazil Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

DRMenuNavigasiBar

menunavngampar

Sabtu, 01 Juni 2024

حطة | hittoh _ Al-Baqoroh: 58

﴿وَإِذۡ قُلۡنَا ٱدۡخُلُوا۟ هَـٰذِهِ ٱلۡقَرۡیَةَ فَكُلُوا۟ مِنۡهَا حَیۡثُ شِئۡتُمۡ رَغَدࣰا وَٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡبَابَ سُجَّدࣰا وَقُولُوا۟ حِطَّةࣱ نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ خَطَـٰیَـٰكُمۡۚ وَسَنَزِیدُ ٱلۡمُحۡسِنِینَ ۝٥٨ فَبَدَّلَ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ قَوۡلًا غَیۡرَ ٱلَّذِی قِیلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ رِجۡزࣰا مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ بِمَا كَانُوا۟ یَفۡسُقُونَ ۝٥٩﴾ [البقرة ٥٨-٥٩]
﴿وإذْ قُلْنا ادْخُلُوا هَذِهِ القَرْيَةَ فَكُلُوا مِنها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وادْخُلُوا البابَ سُجَّدًا وقُولُوا حِطَّةٌ يُغْفَرْ لَكم خَطاياكم وسَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ﴾ ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهم فَأنْزَلْنا عَلى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ﴾ هَذا تَذْكِيرٌ بِنِعْمَةٍ أُخْرى مُكِّنُوا مِنها فَما أحْسَنُوا قَبُولَها ولا رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَحُرِمُوا مِنها إلى حِينٍ وعُوقِبَ الَّذِينَ كانُوا السَّبَبَ في عَدَمِ قَبُولِها.
وفِي التَّذْكِيرِ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ امْتِنانٌ عَلَيْهِمْ بِبَذْلِ النِّعْمَةِ لَهم لِأنَّ النِّعْمَةَ نِعْمَةٌ وإنْ لَمْ يَقْبَلْها المُنْعَمُ عَلَيْهِ، وإثارَةٌ لِحَسْرَتِهِمْ عَلى ما فاتَ أسْلافَهم وما لَقُوهُ مِن جَرّاءِ إعْجابِهِمْ بِآرائِهِمْ، ومَوْعِظَةٌ لَهم أنْ لا يَقَعُوا فِيما وقَعَ فِيهِ الأوَّلُونَ فَقَدْ عَلِمُوا أنَّهم كُلَّما صَدَفُوا عَنْ قَدْرِ حَقِّ النِّعَمِ نالَتْهُمُ المَصائِبُ.
قالَ الشَّيْخُ ابْنُ عَطاءِ اللَّهِ: مَن لَمْ يَشْكُرِ النِّعَمِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِزَوالِها، ومَن شَكَرَها فَقَدْ قَيَّدَها بِعِقالِها. ولِعِلْمِ المُخاطَبِينَ بِما عَنَتْهُ هَذِهِ الآيَةُ اخْتُصِرَ فِيها الكَلامُ اخْتِصارًا تَرَكَ كَثِيرًا مِنَ المُفَسِّرِينَ فِيها حَيارى. فَسَلَكُوا طَرائِقَ في انْتِزاعِ تَفْصِيلِ المَعْنى مِن مُجْمَلِها فَما أتَوْا عَلى شَيْءٍ مُقْنِعٍ، وكُنْتَ تَجِدُ أقْوالَهم هُنا إذا التَأمَ بَعْضُها بِنَظْمِ الآيَةِ لا يَلْتَئِمُ بَعْضُهُ الآخَرُ، ورُبَّما خالَفَ جَمِيعُها ما وقَعَ في آياتٍ أُخَرَ.
والَّذِي عِنْدِي مِنَ القَوْلِ في تَفْسِيرِ هاتِهِ الآيَةِ أنَّها أشارَتْ إلى قِصَّةٍ مَعْلُومَةٍ تَضَمَّنَتْها كُتُبُهم وهي أنَّ بَنِي إسْرائِيلَ لَمّا طَوَّحَتْ بِهِمُ الرِّحْلَةُ إلى بَرِّيَّةِ فارانَ نَزَلُوا بِمَدِينَةِ قادِشٍ فَأصْبَحُوا عَلى حُدُودِ أرْضِ كَنْعانَ الَّتِي هي الأرْضُ المُقَدَّسَةُ الَّتِي وعَدَها اللَّهُ بَنِي إسْرائِيلَ وذَلِكَ في أثْناءِ السَّنَةِ الثّانِيَةِ بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِن مِصْرَ فَأرْسَلَ مُوسى اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا لِيَتَجَسَّسُوا أرْضَ كَنْعانَ مِن كُلِّ سِبْطٍ رَجُلًا وفِيهِمْ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ وكالَبُ بْنُ بَفْنَةَ فَصَعِدُوا وأتَوْا إلى مَدِينَةِ حَبْرُونَ فَوَجَدُوا الأرْضَ ذاتَ خَيْراتٍ وقَطَعُوا مِن عِنَبِها ورُمّانِها وتِينِها ورَجَعُوا لِقَوْمِهِمْ بَعْدَ أرْبَعِينَ يَوْمًا وأخْبَرُوا مُوسى وهارُونَ وجَمِيعَ بَنِي إسْرائِيلَ وأرَوْهم ثَمَرَ الأرْضِ وأخْبَرُوهم أنَّها حَقًّا تَفِيضُ لَبَنًا وعَسَلًا غَيْرَ أنَّ أهْلَها ذَوُو عِزَّةٍ ومُدُنَها حَصِينَةٌ جِدًّا فَأمَرَ مُوسى كالِبًا فَأنْصَتَ إسْرائِيلُ إلى مُوسى وقالَ إنَّنا نَصْعَدُ ونَمْتَلِكُها وكَذَلِكَ يُوشَعُ، أمّا العَشَرَةُ الآخَرُونَ فَأشاعُوا في بَنِي إسْرائِيلَ مَذَمَّةَ الأرْضِ وأنَّها تَأْكُلُ سُكّانَها وأنَّ سُكّانَها جَبابِرَةٌ فَخافَتْ بَنُو إسْرائِيلَ مِن سُكّانِ الأرْضِ وجَبُنُوا عَنِ القِتالِ فَقامَ فِيهِمْ يُوشَعُ وكالِبٌ قائِلِينَ لا تَخافُوا مِنَ العَدُوِّ فَإنَّهم لُقْمَةٌ لَنا واللَّهُ مَعَنا، فَلَمْ يُصْغِ القَوْمُ لَهم وأوْحى اللَّهُ لِمُوسى أنَّ بَنِي إسْرائِيلَ أساءُوا الظَّنَّ بِرَبِّهِمْ وأنَّهُ مُهْلِكُهم فاسْتَشْفَعَ لَهم مُوسى فَعَفا اللَّهُ عَنْهم ولَكِنَّهُ حَرَمَهم مِنَ الدُّخُولِ إلى الأرْضِ المُقَدَّسَةِ أرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فَلا يَدْخُلُ لَها أحَدٌ مِنَ الحاضِرِينَ يَوْمَئِذٍ إلّا يُوشَعُ وكالَبُ وأرْسَلَ اللَّهُ عَلى الجَواسِيسِ العَشَرَةِ المُثَبِّطِينَ وباءً أهْلَكَهم.
فَهَذِهِ الآيَةُ تَنْطَبِقُ عَلى هَذِهِ القِصَّةِ تَمامَ الِانْطِباقِ لا سِيَّما إذا ضَمَّتْ لَها آيَةَ سُورَةِ المائِدَةِ ﴿يا قَوْمِ ادْخُلُوا الأرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٢١] إلى قَوْلِهِ ﴿الفاسِقِينَ﴾ [المائدة: ٢٥] فَقَوْلُهُ ﴿ادْخُلُوا هَذِهِ القَرْيَةَ﴾ الظّاهِرُ أنَّهُ أرادَ بِها حَبْرُونَ الَّتِي كانَتْ قَرِيبَةً مِنهم والَّتِي ذَهَبَ إلَيْها جَواسِيسُهم وأتَوْا بِثِمارِها، وقِيلَ أرادَ مِنَ القَرْيَةِ الجِهَةَ كُلَّها قالَهُ القُرْطُبِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شَبَّةَ فَإنَّ القَرْيَةَ تُطْلَقُ عَلى المَزْرَعَةِ لَكِنَّ هَذا يُبْعِدُهُ قَوْلُهُ ﴿وادْخُلُوا البابَ﴾ يُطْلَقُ عَلى المَدْخَلِ بَيْنَ الجَبَلَيْنِ وكَيْفَما كانَ يَنْتَظِمُ ذَلِكَ مَعَ قَوْلِهِ ﴿فَكُلُوا مِنها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا﴾ يُشِيرُ إلى الثِّمارِ الكَثِيرَةِ هُناكَ. وقَوْلُهُ ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾ يَتَعَيَّنُ أنَّهُ إشارَةٌ إلى ما أشاعَهُ الجَواسِيسُ العَشَرَةُ مِن مَذَمَّةِ الأرْضِ وصُعُوبَتِها وأنَّهم لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ ما قالَمُوسى حَيْثُ اسْتَنْصَتَ الشَّعْبُ بِلِسانِ كالَبِ بْنِ بَفْنَةَ ويُوشَعَ ويَدُلُّ لِذَلِكَ قَوْلُهُ تَعالى في سُورَةِ الأعْرافِ ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنهم قَوْلًا﴾ [الأعراف: ١٦٢] أيْ مِنَ الَّذِينَ قِيلَ لَهُمُ ادْخُلُوا القَرْيَةَ وأنَّ الرِّجْزَ الَّذِي أصابَ الَّذِينَ ظَلَمُوا هو الوَباءُ الَّذِي أصابَ العَشَرَةَ الجَواسِيسَ ويَنْتَظِمُ ذَلِكَ أيْضًا مَعَ قَوْلِهِ في آيَةِ المائِدَةِ ﴿ولا تَرْتَدُّوا عَلى أدْبارِكم فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ﴾ [المائدة: ٢١] ﴿قالُوا يا مُوسى إنَّ فِيها قَوْمًا جَبّارِينَ﴾ [المائدة: ٢٢] إلَخْ وقَوْلِهِ ﴿قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِما ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ البابَ﴾ [المائدة: ٢٣] فَإنَّ البابَ يُناسِبُ القَرْيَةَ. وقَوْلُهُ ﴿قالَ فَإنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ﴾ [المائدة: ٢٦] فَهَذا هو التَّفْسِيرُ الصَّحِيحُ المُنْطَبِقُ عَلى التّارِيخِ الصَّرِيحِ. فَقَوْلُهُ ﴿وإذْ قُلْنا﴾ أيْ عَلى لِسانِ مُوسى فَبَلَّغَهُ لِلْقَوْمِ بِواسِطَةِ اسْتِنْصاتِ كالِبِ بْنِ بَفْنَةَ، وهَذا هو الَّذِي يُوافِقُ ما في سُورَةِ العُقُودِ في قَوْلِهِ تَعالى ﴿يا قَوْمِ ادْخُلُوا الأرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٢١] الآياتِ. وعَلى هَذا الوَجْهِ فَقَوْلُهُ (ادْخُلُوا) إمّا أمْرٌ بِدُخُولِ قَرْيَةٍ قَرِيبَةٍ مِنهم وهي حَبْرُونُ لِتَكُونَ مَرْكَزًا أوَّلًا لَهم، والأمْرُ بِالدُّخُولِ أمْرٌ بِما يَتَوَقَّفُ الدُّخُولُ عَلَيْهِ أعْنِي القِتالَ كَما دَلَّتْ عَلَيْهِ آيَةُ المائِدَةِ إذْ قالَ ﴿ادْخُلُوا الأرْضَ المُقَدَّسَةَ﴾ [المائدة: ٢١] إلى قَوْلِهِ ﴿ولا تَرْتَدُّوا عَلى أدْبارِكُمْ﴾ [المائدة: ٢١] فَإنَّ الِارْتِدادَ عَلى الأدْبارِ مِنَ الألْفاظِ المُتَعارَفَةِ في الحُرُوبِ كَما قالَ تَعالى ﴿فَلا تُوَلُّوهُمُ الأدْبارَ﴾ [الأنفال: ١٥] ولَعَلَّ في الإشارَةِ بِكَلِمَةِ ”هَذِهِ“ - المُفِيدَةِ لِلْقُرْبِ - ما يُرَجِّحُ أنَّ القَرْيَةَ هي حَبْرُونُ الَّتِي طَلَعَ إلَيْها جَواسِيسُهم.
والقَرْيَةُ بِفَتْحِ القافِ لا غَيْرَ عَلى الأصَحِّ البَلْدَةُ المُشْتَمِلَةُ عَلى المَساكِنِ المَبْنِيَّةِ مِن حِجارَةٍ وهي مُشْتَقَّةٌ مِنَ القَرْيِ بِفَتْحٍ فَسُكُونٍ وبِالياءِ وهو الجَمْعُ يُقالُ قَرى الشَّيْءَ يَقْرِيهِ إذا جَمَعَهُ وهي تُطْلَقُ عَلى البَلْدَةِ الصَّغِيرَةِ وعَلى المَدِينَةِ الكَبِيرَةِ ذاتِ الأسْوارِ والأبْوابِ كَما أُرِيدَ بِها هُنا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ (وادْخُلُوا البابَ سُجَّدًا) وجَمْعُ القَرْيَةِ قُرًى بِضَمِّ القافِ عَلى غَيْرِ قِياسٍ لِأنَّ قِياسَ فُعَلٍ أنْ يَكُونَ جَمْعًا لِفِعْلَةٍ بِكَسْرِ الفاءِ مِثْلَ كِسْوَةٍ وكُسى، وقِياسُ جَمْعِ قَرْيَةٍ أنْ يَكُونَ عَلى قِراءٍ بِكَسْرِ القافِ وبِالمَدِّ كَما قالُوا رَكْوَةٌ ورِكاءٌ وشَكْوَةٌ وشِكاءٌ.
وقَوْلُهُ ﴿وادْخُلُوا البابَ سُجَّدًا﴾ مُرادٌ بِهِ بابُ القَرْيَةِ لِأنَّ (ال) مُتَعَيِّنَةٌ لِلْعِوَضِيَّةِ عَنِ المُضافِ إلَيْهِ الدّالِّ عَلَيْهِ اللَّفْظُ المُتَقَدِّمُ - ومَعْنى السُّجُودِ عِنْدَ الدُّخُولِ الِانْحِناءُ شُكْرًا لِلَّهِ تَعالى لا لِأنَّ بابَها قَصِيرٌ كَما قِيلَ إذْ لا جَدْوى لَهُ والظّاهِرُ أنَّ المَقْصُودَ مِنَ السُّجُودِ مُطْلَقُ الِانْحِناءِ لِإظْهارِ العَجْزِ والضَّعْفِ كَيْلا يَفْطِنَ لَهم أهْلُ القَرْيَةِ وهَذا مِن أحْوالِ الجَوْسَسَةِ، ولَمْ تَتَعَرَّضْ لَها التَّوْراةُ. ويَبْعُدْ أنْ يَكُونَ السُّجُودُ المَأْمُورُ بِهِ سُجُودَ الشُّكْرِ لِأنَّهم داخِلُونَ مُتَجَسِّسِينَ لا فاتِحِينَ وقَدْ جاءَ في الحَدِيثِ الصَّحِيحِ أنَّهم بَدَّلُوا وصِيَّةَ مُوسى فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلى أسْتاهِهِمْ كَأنَّهم أرادُوا إظْهارَ الزَّمانَةِ فَأفْرَطُوا في التَّصَنُّعِ بِحَيْثُ يَكادُ أنْ يَفْتَضِحَ أمْرُهم لِأنَّ بَعْضَ التَّصَنُّعِ لا يُسْتَطاعُ اسْتِمْرارُهُ.
وقَوْلُهُ ﴿وقُولُوا حِطَّةٌ﴾
الحِطَّةُ فِعْلَةٌ مِنَ الحَطِّ وهو الخَفْضُ وأصْلُ الصِّيغَةِ أنَّ تَدُلَّ عَلى الهَيْئَةِ ولَكِنَّها هَنا مُرادٌ بِها مُطْلَقُ المَصْدَرِ، والظّاهِرُ أنَّ هَذا القَوْلَ كانَ مَعْرُوفًا في ذَلِكَ المَكانِ لِلدِّلالَةِ عَلى العَجْزِ أوْ هو مِن أقْوالِ السُّؤّالِ والشَّحّاذِينَ كَيْلا يَحْسِبَ لَهم أهْلُ القَرْيَةِ حِسابًا ولا يَأْخُذُوا حَذَرًا مِنهم فَيَكُونُ القَوْلُ الَّذِي أُمِرُوا بِهِ قَوْلًا يُخاطِبُونَ بِهِ أهْلَ القَرْيَةِ.
وقِيلَ المُرادُ مِنَ الحِطَّةِ سُؤالُ غُفْرانِ الذُّنُوبِ أيْ حُطَّ عَنّا ذُنُوبَنا أيِ اسْألُوا اللَّهَ غُفْرانَ ذُنُوبِكم إنْ دَخَلْتُمُ القَرْيَةَ. وقِيلَ مِنَ الحَطِّ بِمَعْنى حَطِّ الرِّحالِ أيْ إقامَةٍ أيِ ادْخُلُوا قائِلِينَ إنَّكم ناوُونَ الإقامَةَ بِها إذِ الحَرْبُ ودُخُولُ دِيارِ العَدُوِّ يَكُونُ فَتْحًا ويَكُونُ صُلْحًا ويَكُونُ لِلْغَنِيمَةِ ثُمَّ الإيابِ. وهَذانِ التَّأْوِيلانِ بَعِيدانِ ولِأنَّ القِراءَةَ بِالرَّفْعِ وهي المَشْهُورَةُ تُنافِي القَوْلَ بِأنَّها طَلَبُ المَغْفِرَةِ؛ لِأنَّ المَصْدَرَ المُرادُ بِهِ الدُّعاءُ لا يَرْتَفِعُ عَلى مَعْنى الإخْبارِ نَحْوَ سَقْيًا ورَعْيًا وإنَّما يَرْتَفِعُ إذا قُصِدَ بِهِ المَدْحُ أوِ التَّعَجُّبُ لِقُرْبِهِما مِنَ الخَبَرِ دُونَ الدُّعاءِ ولا يُسْتَعْمَلُ الخَبَرُ في الدُّعاءِ إلّا بِصِيغَةِ الفِعْلِ نَحْوَ رَحِمَهُ اللَّهُ ويَرْحَمُهُ اللَّهُ. وحِطَّةٌ بِالرَّفْعِ عَلى أنَّهُ مُبْتَدَأٌ أوْ خَبَرٌ نَحْوَ: (سَمْعٌ وطاعَةٌ) و(صَبْرٌ جَمِيلٌ) .
والخَطايا جَمْعُ خَطِيئَةٍ ولامُها مَهْمُوزَةٌ فَقِياسُ جَمْعِها خَطائِئُ بِهَمْزَتَيْنِ بِوَزْنِ فَعائِلَ، فَلَمّا اجْتَمَعَتِ الهَمْزَتانِ قُلِبَتِ الثّانِيَةُ ياءً لِأنَّ قَبْلَها كَسْرَةً أوْ لِأنَّ في الهَمْزَتَيْنِ ثِقَلًا فَخَفَّفُوا الأخِيرَةَ مِنهُما ياءً ثُمَّ قَلَبُوها ألِفًا إمّا لِاجْتِماعِ ثِقَلِ الياءِ مَعَ ثِقَلِ صِيغَةِ الجَمْعِ وإمّا لِأنَّهُ لَمّا أشْبَهَ جائِيَ اسْتَحَقَّ التَّخْفِيفَ ولَكِنَّهم لَمْ يُعامِلُوهُ مُعامَلَةَ (جائِي) لِأنَّ هَمْزَةَ (جائِي) زائِدَةٌ وهَمْزَةَ خَطائِي أصْلِيَّةٌ فَفَرُّوا بِتَخْفِيفِهِ إلى قَلْبِ الياءِ ألِفًا كَما فَعَلُوا في يَتامى ووَجَدُوا لَهُ في الأسْماءِ الصَّحِيحَةِ نَظِيرًا وهو طَهارى جَمْعُ طاهِرَةٍ. والخَطِيئَةُ فِعْلِيَّةٌ بِمَعْنى مَفْعُولَةٍ لِأنَّها مَخْطُوءٌ بِها أيْ مَسْلُوكٌ بِها مَسْلَكَ الخَطَأِ أشارُوا إلى أنَّها فِعْلٌ يَحِقُّ أنْ لا يَقَعَ فِيهِ فاعِلُهُ إلّا خَطَأً فَهي الذَّنْبُ والمَعْصِيَةُ.
وقَوْلُهُ ﴿وسَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ﴾ وعْدٌ بِالزِّيادَةِ مِن خَيْرَيِ الدُّنْيا والآخِرَةِ ولِذَلِكَ حُذِفَ مَفْعُولُ نَزِيدُ. والواوُ عاطِفَةُ جُمْلَةِ ﴿سَنَزِيدُ﴾ [الأعراف: ١٦١] عَلى جُمْلَةِ ﴿قُلْنا ادْخُلُوا﴾ أيْ وقُلْنا سَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ؛ لِأنَّ جُمْلَةَ سَنَزِيدُ حُكِيَتْ في سُورَةِ الأعْرافِ مُسْتَأْنَفَةً فَعُلِمَ أنَّها تُعَبِّرُ عَنْ نَظِيرٍ لَها في الكَلامِ الَّذِي خاطَبَ اللَّهُ بِهِ مُوسى عَلى مَعْنى التَّرَقِّي في التَّفَضُّلِ فَلَمّا حُكِيَتْ هُنا عُطِفَتْ عَطْفَ القَوْلِ عَلى القَوْلِ.
وقَوْلُهُ ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾ أيْ بَدَّلَ العَشَرَةُ القَوْلَ الَّذِي أُمِرَ مُوسى بِإعْلانِهِ في القَوْمِ وهو التَّرْغِيبُ في دُخُولِ القَرْيَةِ وتَهْوِينُ العَدُوِّ عَلَيْهِمْ فَقالُوا لَهم لا تَسْتَطِيعُونَ قِتالَهم وثَبَّطُوهم ولِذَلِكَ عُوقِبُوا فَأُنْزِلَ عَلَيْهِمْ رِجْزٌ مِنَ السَّماءِ وهو الطّاعُونُ. وإنَّما جُعِلَ مِنَ السَّماءِ لِأنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ سَبَبٌ أرْضى مِن عَدْوى أوْ نَحْوِها فَعُلِمَ أنَّهُ رَمَتْهم بِهِ المَلائِكَةُ مِنَ السَّماءِ بِأنْ أُلْقِيَتْ عَناصِرُهُ وجَراثِيمُهُ عَلَيْهِمْ فَأُصِيبُوا بِهِ دُونَ غَيْرِهِمْ.
ولِأجْلِ هَذا خُصَّ التَّبْدِيلُ بِفَرِيقٍ مَعْرُوفٍ عِنْدَهم فَعُبِّرَ عَنْهُ بِطَرِيقِ المَوْصُولِيَّةِ لِعِلْمِ المُخاطَبِينَ بِهِ وبِتِلْكَ الصِّلَةِ فَدَلَّ عَلى أنَّ التَّبْدِيلَ لَيْسَ مِن فِعْلِ جَمِيعِ القَوْمِ أوْ مُعْظَمِهِمْ لِأنَّ الآيَةَ تَذْكِيرٌ لِلْيَهُودِ بِما هو مَعْلُومٌ لَهم مِن حَوادِثِهِمْ.
وإنَّما جاءَ بِالظّاهِرِ في مَوْضِعِ المُضْمَرِ في قَوْلِهِ ﴿فَأنْزَلْنا عَلى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا﴾ ولَمْ يَقُلْ عَلَيْهِمْ لِئَلّا يُتَوَهَّمَ أنَّ الرِّجْزَ عَمَّ جَمِيعَ بَنِي إسْرائِيلَ وبِذَلِكَ تَنْطَبِقُ الآيَةُ عَلى ما ذَكَرَتْهُ التَّوْراةُ تَمامَ الِانْطِباقِ.
وتَبْدِيلُ القَوْلِ تَبْدِيلُ جَمِيعِ ما قالَهُ اللَّهُ لَهم وما حَدَّثَهُمُ النّاسُ عَنْ حالِ القَرْيَةِ، ولِلْإشارَةِ إلى جَمِيعِ هَذا بَنى فِعْلَ قِيلَ إلى المَجْهُولِ إيجازًا. فَ (قَوْلًا) مَفْعُولٌ أوَّلُ لِبَدَّلَ، و(غَيْرَ الَّذِي قِيلَ) مَفْعُولٌ ثانٍ لِأنَّ (بَدَّلَ) يَتَعَدّى إلى مَفْعُولَيْنِ مِن بابِ كَسى أيْ مِمّا دَلَّ عَلى عَكْسِ مَعْنى كَسى مِثْلَ (سَلَبَهُ ثَوْبَهُ) . قالَ أبُو الشِّيصِ:

بُدِّلْتُ مِن بُرْدِ الشَّبابِ مُلاءَةً خَلَقًا وبِئْسَ مَثُوبَةُ المُقْتاضِ

وفائِدَةُ إظْهارِ لَفْظِ القَوْلِ دُونَ أنْ يُقالَ فَبَدَّلُوهُ لِدَفْعِ تَوَهُّمِ أنَّهم بَدَّلُوا لَفْظَ حِطَّةٍ خاصَّةً وامْتَثَلُوا ما عَدا ذَلِكَ لِأنَّهُ لَوْ كانَ كَذَلِكَ لَكانَ الأمْرُ هَيِّنًا.
وقَدْ ورَدَ في الحَدِيثِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أنَّ القَوْلَ الَّذِي بَدَّلُوا بِهِ أنَّهم قالُوا حَبَّةٌ في شَعْرَةٍ أوْ في شُعَيْرَةٍ، والظّاهِرُ أنَّ المُرادَ بِهِ أنَّ العَشَرَةَ اسْتَهْزَءُوا بِالكَلامِ الَّذِي أعْلَنَهُ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ في التَّرْغِيبِ في فَتْحِ الأرْضِ وكَنَّوْا عَنْ ذَلِكَ بِأنَّ مُحاوَلَتَهم فَتْحَ الأرْضِ كَمُحاوَلَةِ رَبْطِ حَبَّةٍ بِشَعْرَةٍ أيْ في التَّعَذُّرِ، أوْ هو كَأكْلِ حَبَّةٍ مَعَ شَعْرَةٍ تَخْنُقُ آكِلَها، أوْ حَبَّةٍ مِن بُرٍّ مَعَ شُعَيْرَةٍ.
وقَوْلُهُ ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ وقَوْلُهُ ﴿فَأنْزَلْنا عَلى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ اعْتَنى فِيهِما بِالإظْهارِ في مَوْضِعِ الإضْمارِ لِيُعْلَمَ أنَّ الرِّجْزَ خَصَّ الَّذِينَ بَدَّلُوا القَوْلَ وهُمُ العَشَرَةُ الَّذِينَ أشاعُوا مَذَمَّةَ الأرْضِ لِأنَّهم كانُوا السَّبَبَ في شَقاءِ أُمَّةٍ كامِلَةٍ.
وفِي هَذا مَوْعِظَةٌ وذِكْرى لِكُلِّ مَن يُنَصِّبُ نَفْسَهُ لِإرْشادِ قَوْمٍ لِيَكُونَ عَلى بَصِيرَةٍ بِما يَأْتِي ويَذَرُ وعِلْمٍ بِعَواقِبِ الأُمُورِ فَمِنَ البِرِّ ما يَكُونُ عُقُوقًا، وفي المَثَلِ ”عَلى أهْلِها تَجْنِي بَراقِشُ“ وهي اسْمُ كَلْبَةِ قَوْمٍ كانَتْ تَحْرُسُهم بِاللَّيْلِ فَدَلَّ نَبْحُها أعْداءَهم عَلَيْهِمْ فاسْتَأْصَلُوهم فَضُرِبَتْ مَثَلًا.

Kabayang....
Mangsana asup ka hiji qoryah,

وَّادۡخُلُوا الۡبَابَ سُجَّدًا 

Asup ka panto gerbang bari sujud.... sanes nyuruduk peupeusingan.

Suku ngalengkah, bari hate mah sumujud ka alloh.

وَّقُوۡلُوۡا حِطَّةٌ 

Ngalengkah, ngabring... "kade eta lengkah, sing ati-ati, sing tarapti. Tong nincek nu lain tincekeun"

نَّغۡفِرۡ لَـكُمۡ خَطٰيٰكُمۡ‌ؕ وَسَنَزِيۡدُ الۡمُحۡسِنِيۡنَ

Ku kitu Alloh ngahampura kasalahan/kakhilafan.
ku kitu Alloh bakal nambahan -ni'mat- kanu nyieun kaalusan.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

Posting Populer

Duridwan TeA Google Arsip

Tampil Ful Skrin

Tampilan penuh layar

Klik tombol "Penuh" untuk mode ful skrin. Tutup dengan cara klik tuts "Esc" di kibot, atau dengan mengklik tombol "Normal" saja.

Penuh Normal

Materi artikel

DRLabel

'Urwah ۝۞ دعاء الأوراد ۞۝ 1drive 2019 3Dwarehouse Abaib Academia AdminisGuru Adzan AKGTK Akrab 9497 AkselelatorDRc Aksioma Alfa Aljamal Anakku Android Apache API Aplikasi Aplikasi Online Aplikasiku aqidah aqo'id Arsiper Arudl ASPnet Atribusi Attaqwa Audacity Audio Aurod AutoCAD ba'da sholat Ba'diyah Babad Bahasa Indonesia Balaghoh Baleomol Banner basund Belajar.id Biantara bilibiliTV bing.com Biografi Bisikan Bisnis Blog blogku Bluestack BMTT Bola Dunia Boxmode BUKU Caknun Canva Capcut CData Cerita Chanel Cijagong Copast Coreldraw;Koreldrow cortang CPANEL cv Daftar Isi Daftar Tamu Dailymotion Dakwah Daring db515TB Dek@t Dikdasmen Diktat Do''a Domainesia dongeng Download DRctvone DRcVivaTV DRlink drSoftaculous Duridwancijag duridwanMI E-Book Earth eDGe Edmodo Edwin ekstensi Emulated Epson eSDeKU Excel Facebook Fafa Belajar favicon FB FBwatch Fikih Film FKGN FKSS Flickr ftf ftp Gambar Gaweku GDexcel GDrive GDword Gif Giphy Github Goguru googele Gosiswawi GS v2 Gudang Gif GuMeng Guru Hotmail HP HUDHUD ATTWITERI humor iframe IHTT IIS IKBAL ikonku Ilham Ilmu Waris Imam Mahdi Iman imrithi imtihan Inlislite ips Ips siswa irkhash Ishol Israel Jackie Chan JadwalHirup Jendelatea Jurumiah Kaamengan Kaldik karuhun Kasintu Kasyif Kemdak Kenangan Kepesantrenan KHMZ Khutbah Idul Adha Khutbah Jum'at Kitab Koneng KlaudiAwan KMS Koding Komentarku konsorsium Kristen KSM KSM_24 kulsub Kumer Kutab Kuning Lalogin Laporan link lirik sunda Literasi LKSATA Logo Lokasi LTNU Malaikat Mama Gelar mapel Mapel Plus marawis materi ajar materi ips materi sunda Mediafire Menu Mulai Messenger meta Metode Belajar MGMP MTS Mi.co.id Microsoft Mikrosoft Word MKKS MKSS MKT Modul MoU Movie MTs. Mushaf Sunda Mvs Nabi nadhom nahwu Nashoih Nasihat Pernikahan Nasrudin Hoja Nasyid NewTabTvSearch Ngablog ngaDOS Ngaji Pontren Nganet Ngaos ngaweb Ngimel Ngobrol Solat ngobrolgurutea ngoding Ngoleksi Nikah Nonton Nubuwwah NUPTKku Nyekrip Nyitus OderPejKu Office office 2010 Office.co.id Offidocs ome Ome.TV omeaeun Onedrive Opis OpisTeA Oracle OSIS Outlook Pakakas Pamilarian PaperDropboxTeA PAS PAS S1 PAT pdf Penahexa Penilaian Perangkat Guru Peringatan Nabi perpus Perpusdig PHBI photo Phyton Pintarkem PKKM PKKS PKSS PohonKeluarga Ponpes Portabel Post WA PPDB PPKKS Prkt Ltk Program Files Proker Proposal Prosem Prota PTS PTS S1 publikteaqta Pupujian Quran Sunda Rapat RDM Removal renungan RidsyafTeA Risalah Risalah Sholat RKS Rohbiyah Romadlon Romadon Rumus Rumus;PHP; RumusHead s.idku Safari Santif Sanusi segitiga Sekolah seren tampi Sertifikat sholat Shopee Shorof sifat_20 Silaturahmi Simdif SIMPATIKA sinopsis siswa sitegog Skenario Belajar Sketchup SketsaupTeA Slayid SMA Soal Soanten Software SoraTeuPerluNinggal StoryTelling Suara Sukapura sumputkeun sunda syare'at Ta'lim tabir mimpi Tadabbur tadarrus TafkarMart Tahajud Tahlil Tasbeh Taskbar Tauhid Tawasul Tema Blog tenor.com Terjemah tiktok TimTeA tips n trick Trik Tsaqifah tulisan TV Nasional Twitter Usaha Vektor Video Video Player Video;Edit Video;Rara VideoPost vidio w3s WA - AYT wahyu Wali Walimahan Wallpaper wayang WeA Windows Wirid Witir word Wordpress WordTeA WorldBank WP WPS WS XLS DRcjgTeA Yahoo yandexck Yapista link YT ytDuridwanSunda YTstudio Yutub ZIP Zoom سلاح الدعوة
×
Judul